في خطوة بربرية جديدة تقدم سلطات الكيان الصهيوني مجدداً دليلاً على حقيقتها العنصرية الهمجية، حيث مارست منذ قيامها جرائم التطهير العرقي (وهى تعد جرائم حرب) واغتصاب وطن كامل وطرد شعبه، وها هي تواصل ذلك وتقوم بطرد الفلسطينيين من منازلهم في حي الشيخ جراح بالقدس الشرقية. وهو ما يتوافق مع طبيعة المنهج الاستيطاني (الإحلالي) الذى تقوم عليه الدولة الصهيونية والذى يهدف الى طرد الفلسطينيين من كل أراضيهم المحتلة، سواء قبل أو بعد عام 1967. وبخاصة من القدس الشرقية بكل أحيائها: سواء حي الشيخ جراح (مركز الأحداث الحالية)، أو حي سلوان، أو حي بطن الهوى؛ في محاولة لتهويدها بالكامل، في إطار الخطة الاستيطانية التي تقوم على قضم الأراضي الفلسطينية وزرعها بالمستوطنين الصهاينة. وكذلك في إطار خطة إعلان "يهودية الدولة" الإسرائيلية .
لقد قام الكيان الصهيوني بضم القدس الشرقية في 27 يونيو عام 1967 بقرار من الكنيست. ومن ثم قام بإعلانها عاصمة موحدة للدولة العبرية في 30 يوليو 1980، في مخالفة صارخة لكل القرارات الصادرة عن الأمم المتحدة والمجتمع الدولي، التي تقضي بالانسحاب من كل الأراضي التي احتلتها بعد الخامس من يونيو 1967، بما فيها القدس الشرقية، وضاربا بعرض الحائط كل المفاهيم والقيم المتعلقة بحقوق الإنسان واتفاقيات جنيف المتعلقة بحقوق سكان المناطق المحتلة .
وما كان لهذا الكيان أن يتمادى في تلك الأعمال الوحشية واضطهاد الشعب الفلسطيني والتنكيل به وإنكار حقوقه الوطنية التاريخية على هذا النحو الصارخ، لولا الصمت العالمي والدعم اللانهائي الذي تقدمه القوى الإمبريالية العالمية وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية؛ وكذلك، حالة التواطؤ والضعف والخزلان العربي الذى وصل الى حد الهرولة نحو التطبيع مع الكيان الصهيوني، بل والتحالف معه على نحو معلن أو مضمر. مع التأكيد على أن الشعوب العربية لا زالت ترفض التطبيع مع هذا الكيان الصهيوني الاستيطاني .
لقد خاض الفلسطينيون نضالات متواصلة ضد هذا الكيان منذ الثورة الفلسطينية الكبرى 1936–1939 مرورا بانتفاضة الحجارة في 9 ديسمبر 1987 والتي استمرت لسنوات، ثم انتفاضة الأقصى في 28 سبتمبر 2000 .. الخ وصولا إلى الأحداث الحالية التي تتصاعد وتشير إلى أنها تتجه نحو انتفاضة شعبية فلسطينية جديدة .
إن الحزب الشيوعي المصري إذ يدين هذه الأعمال القمعية البربرية من دولة الاحتلال الصهيوني فإنه يؤكد تضامنه مع كفاح الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة والتي هي قضيتنا وقضية كل الأحرار في العالم، كما يؤكد أيضاً على أن الحرية لا يحققها إلا نضال الشعوب، وهى حتماً منتصرة مهما طال الزمن ومهما تعاظمت المحن .
9 مايو 2021 ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ المكتب السياسي للحزب الشيوعي المصري