مداخلة الحزب الشيوعي الفلسطيني في اللقاء الأممي 21في تركيا "أزمير"
الرفاق الأعزاء، تحية ثورية بولشفية،
بدايةً نتوجه بالشكر الجزيل للرفاق في الحزب الشيوعي التركي والحزب الشيوعي اليوناني على دعوة حزبنا الشيوعي الفلسطيني، وعلى تنظيمهم هذا اللقاء الاممي، ونثمن جهودهم في تنظيم فعاليات ونشاطات هذا اللقاء ونتمنى لهم مزيدا من التقدم والانتصار في كفاحهم لبناء صرح الاشتراكية العلمية في بلديهما العظيمين تركيا واليونان.
منذ انقلاب البرجوازية الوضيعة على مكتسبات الطبقة العاملة العالمية في عام 1953بعد تسميم القائد البلشفي العظيم ستالين، والتي أدت إلى تفكك الاتحاد السوفيتي، وتحول بعض من دوله إلى نظام السوق قامت بعض الأحزاب الشيوعية في العالم بالتنصل من الماركسية اللينينية، وذهاب بعضها إلى ما يسمى بالشيوعية الاروبية، وانسلخ بعض هذه الأحزاب عن الأحزاب الأم في بلدانها، ليكونوا أحزاب ثانوية تتساوق مع الأحزاب البرجوازية في المطالبة بالاشتراكية الديمقراطية الذين يطالبون بالحرية والعدالة الاجتماعية، وهذا أبعد ما يكون عن مطالب الأحزاب الشيوعية الماركسية اللينينية التي كانت تعمل ضد سلطة رأس المال السائد في تلك الحقبة التاريخية.
وقد قامت هذه الأحزاب المنشقة بتشويه صورة الماركسية اللينينية كما خططت لها الامبريالية العالمية منذ تجيش جيوش 14 دولة استعمارية للقضاء على أول دولة اشتراكية في مهدها "الاتحاد السوفيتي" إن مهام الأحزاب الشيوعية والعمالية في هذه الأيام يجب أن توجه وبقوة ضد سلطة البرجوازية الوضيعة، ورأس مالها المقامر، وهذا يتطلب توحيد جهود الأحزاب الشيوعية الماركسية اللينينية لمواجهة هذا السرطان الذي حول العمل المنتج إلى عمل خدماتي لا قيمة له، ولا يولد رأس مالِ من خلال فائض القيمية. وأصبحت المجتمعات في البلدان الرأسمالية السابقة تستهلك مرات أكثر مما تنتج، مما أدى إلى تقليص حجم الطبقة العاملة في بلدان الرأسمال التي كانت تنتج البضائع وتصدر فائضها بكميات كبيرة جداً.
إن الرأسمال الآن يتوسع من خلال السطو على مصادر الطاقة والمواد الخام في بلدان العالم الثالث وفي كثير من الأحيان تشعل الحروب من أجل السيطرة على هذه المواد الخام ومصادر الطاقة وتتنافس دول رأس المال على هذه الموارد الطبيعية مما قد يسبب الحروب وخلق طبقة قمعية في بلدان العالم الثالث مما يؤدي إلى ظهور أحزاب فاشستية كما هو حاصل في بعض الدول الأروبية والولايات المتحدة الأمريكية، إن الحروب التي تشعلها هذه البرجوازيات تقوم أيضا على الهجوم على مكتسبات الطبقة العاملة من صحة وتعليم وضمان اجتماعي، والتي حصلت عليها الطبقة العاملة بفضل نضالها الطويل ضد سلطة رأس المال منذ فترة طويلة، فقد كان رأس المال مجبراً على تقديم هذه الخدمات لينافس في ذلك الدولة الاشتراكية العظمى التي أسسها لينين وبناها ستالين.
إن مهام الأحزاب الشيوعية والعمالية من أجل تحرير الطبقة العاملة والشعوب المضطهدة من سلطة رأس المال هو توحيد جهودها في إنشاء أممية جديدة تحرص على الفكر الماركسي اللينيني الذي هو الأداة الأساسية في تحرير الطبقة العاملة والشعوب المضطهدة. إن الحزب الشيوعي الفلسطيني يدعوا ومنذ فترة طويلة إلى تكوين هذه الأممية الشيوعية وإيجاد مركز دراسات متخصص لها لنشر الفكر الماركسي اللينيني بين الشعوب، ولكن وللأسف لا تشاطرنا بعض الأحزاب هذا التوجه الذي نعتبره علمياً وبامتياز.
إن العبور إلى الاشتراكية أيها الرفاق لا يكون إلا بنضال الأحزاب الماركسية اللينينية بعد تخليها كلياً عن الانتهازية والتحريفية، كما تمارسها بعض الأحزاب، والعمل بكل جد لتثقفيف وتثوير الطبقة العاملة بالأفكار الماركسية اللينينية لتكون البوصلة الموجهة لتحقيق الاشتراكية .
الرفاق الأعزاء:
ينعقد هذا اللقاء الرفاقي في ظل ذكرى عزيزة على قلوب كل الشيوعيين الأوفياء، وهي الذكرى المئوية لتأسيس الأممية الشيوعية، هذه الأممية التي وضعت معايير صارمة من أجل قبول الأحزاب العمالية والشيوعية فيها، حيث قامت العديد من الأحزاب العمالية والشيوعية في العالم بتعديل برامجها وأنظمتها من أجل قبولها في هذه الأممية ومنها حزبنا الحزب الشيوعي الفلسطيني، فنحن في الحزب الشيوعي الفلسطيني سوف نحتفل في شهر كانون الأول المقبل بتأسيس أول خلية شيوعية في فلسطين والذكرى الثامنة والعشرين لإعادة تأسيس حزبنا، ورغم أن تأسيس الحزب كان في عام 1919، إلا أن قبوله في الأممية الشيوعية كان في عام 1924، بعد أن أوفى الحزب بكافة متطلبات الاممية ومن أهمها تعريب قيادة الحزب، وقطع كل الاوهام مع الاشتراكية الصهيونية في ذلك الوقت والاعتراف بالصراع الطبقي محرك التاريخ و دكتاتورية البروليتاريا وغيرها من الشروط.
أيها الرفاق إنها فرصه أن نبرهن للعالم اليوم أن الأحزاب الشيوعية هي هيئة أركان الطبقة العاملة العالمية وهي قائدة النضال المحتدم بكل أبعاده.
رفاقنا الأعزاء أن ما تتعرض له دول الأطراف خاصة، وما يتعرض له عمال المركز في المجتمع البرجوازي من سياسة وحشية غايتها زياده الاثراء لطبقة البرجوازية الوضيعة، يفرض علينا التكاتف ورص الصفوف للمواجهة بوحدة كل الشيوعيين فالبرجوازية المغامرة لن ترحم أحداً وكلنا نشاهد بأم العين دورها ومؤامراتها وافتعالها للحروب في أمريكا اللاتينية والشرق الاوسط وافريقيا .
إن بداية العمل على تعزيز وتفعيل التناقضات داخل دول المركز التي ما أن تخرج من أزمة إلا ويتبعها أزمة أعمق وأطول من سابقاتها، هذه الازمات التي ستحدث تراكما لا بد أن يوفر العامل الموضوعي لانهائها كتشكيله اجتماعية اقتصادية للولوج نحو الإشتراكية لذلك وجب علينا تهيئة العامل الذاتي بتصليب أحزابنا الشيوعية وتأكيد الأسس اللينينية في بناء وحياة الحزب الداخلية من مركزية ديمقراطية، ونقده نقد ذاتي، وقيادة جماعية بذلك نخلق الارضية الصلبة لنداء لينين يا عمال العالم ويا شعوبه المضطهدة اتحدوا.
ايها الرفاق إننا في الحزب الشيوعي الفلسطيني ندرك جيداً معادلة الصراع الكوني وفي نفس الوقت ندرك واقعنا المرير الذي تمر به قضيتنا الوطنية وما تتعرض له من مؤامرات وللأسف باشتراك وشراكة مباشرة مع فئه من الشعب الفلسطيني "قادة اتفاق اوسلو" سيء الصيت هذا الاتفاق الذي فرط بحقوق شعبنا الفلسطيني التاريخية وكرامته مقابل امتيازات مالية واقتصادية لهذه الفئة الطفيلية، هذه الاتفاقات التي كرست الاحتلال بأرضنا ووطننا فلسطين، وأصبحت تكلفة الاحتلال أقل تكلفة في التاريخ نتيجة اتفاق أوسلو البغيض وقد اعترف الرئيس أبو مازن بنفسه بذلك، لذلك انطلاقاً من هذا الواقع فقد تدارك حزبنا في مؤتمره الثاني عام 2016 هذا الواقع وقد تمثل برفعنا لشعار اقامة الدولة الفلسطينية الديمقراطية الواحدة على كامل أرضنا الفلسطينية لكافة أبنائها، ان الاحتلال الاحلالي لارض فلسطين وسياسة فرض الامر الواقع جعل من الاستحاله قيام دوله فلسطينية على أي جزء من فلسطين التاريخيه فهذا الكيان الغاصب بكل سياسته وممارساته يؤكد يومياً أن لا تعايش مع دولة الصهاينة العنصرية وقوانينها البغيضة والتي لا تعترف بكل المواثيق الدولية، انه كيان فرض بالقوة الجبرية ومن حق شعبنا الفلسطيني الدفاع عن حقوقه واستعادة أرضه بكل الاشكال النضالية المتاحه.
عاشت الشيوعية
عاشت الأممية البروليتارية
رفاقكم في الحزب الشيوعي الفلسطيني